الخميس، 12 سبتمبر 2013


 
"سكان الأمازون العليا كانوا يأكلون موتاهم ويطحنون عظامهم ويتناولونها مع أشربتهم المختمرة، وحجتهم في ذلك أن الأفضل لتلك البقايا أن تحفظ في أحشاء الأصدقاء عن أن تبتلعها الأرض".

هكذا تقول لبنى.

وأنا أتوقف أمام العبارة، لا يسعنى الشعور بالاشمئزاز من فكرة تناول اللحم البشرى ومسحوق العظام، القصة أكبر بكثير.

هم هنا يبتغون الوفاء فى صورة من صوره"لن أقول الأقوى أو الأنقى أو أى شيئ على وزن أفعل"، فقط ما خطر لهم، أو طريقتهم الخاصة ليبرهنون أنهم مستعدون لحمل موتاهم بداخل أحشائهم، يضنون بهم على باطن الأرض.

أقرأ العبارة وأتذكر أن أغرب ما قمت به من قبل كان قبل وفاة جدتى بعدة أعوام،

قمت بأخذ منديل يد يخصها أعتادت أن تعطره وتحفظه بجانبها لتستنشقه من أن لأخر.

أخفيت المنديل فى صندوق صغير بدولابى لأتمكن من استنشاق رائحة جدتى إن رحلت عنا.

أذكر ان الرائحة زالت من المنديل قبل وفاتها بمدة طويلة.

بعض القبائل الإفريقية تمتنع عن ذكر أسم الميت، فالموتى لا يذكرون باسمائهم، الموتى مصيرهم النسيان.

فى الهند يحرقون الموتى..... ينثرون ذروهم ليختلط بكل الاشياء ربما فيظلون حولهم.

الفراعنة يقدسون موتاهم، يحفظون قلوبهم فى أوعية خاصة، يحتفظون بالجسد ملفوفاً بعناية ويصنعون للميت تماثيل، يكتبون أسماؤه وأوصافه ويحفظونه فى بنايات فخمة.

أما الأكثر وفاءًا...... الأكثر وفاءًا يحملون الموتى بداخلهم.

*الصورة لطقس تصوير الموتى كان متبع غالباً فى القرن التاسع عشر بأوروبا.

هناك 3 تعليقات:

  1. الحمد لله على السلامة :)

    ردحذف
  2. أما الأكثر وفاءًا...... الأكثر وفاءًا يحملون الموتى بداخلهم.رائعة الصراحة

    ردحذف
  3. @Lobna الله يسلمك :)
    @huda شكراً لك

    ردحذف